في خطوة لم تكن مفاجئة، صدر قراران رسميان بإغلاق مركز “جرين هارت” بالعاشر من رمضان، الذي يملكه الدكتور جمال شعبان وابنه الدكتور أحمد جمال شعبان، من قبل مديرية الشؤون الصحية بالشرقية وإدارة العلاج الحر. القرار جاء بعد سلسلة من التحذيرات التي أطلقها موقع “المصير”، والذي كان له السبق في تسليط الضوء على المخالفات التي ارتُكبت داخل المركز، ليؤكد مرة أخرى على دور الصحافة في حماية المجتمع وكشف الحقائق.
“المصير”.. كشف الستار عن مخالفات “جرين هارت”
تعود جذور القضية إلى الرابع من أكتوبر 2024، عندما نشرت “المصير” تقارير حصرية تضمنت تفاصيل المخالفات التي وثقتها المديرية العامة للشؤون الصحية بمحاضر رسمية. أثار الموقع حينها قضية خطورة التجاوزات على صحة المرضى، مما دفع الجهات الرقابية للتحرك واتخاذ قرار الإغلاق.
كان الموقع منذ البداية صو́تاً للمواطنين الذين لم يكن لهم القدرة على مواجهة ممارسات المركز، محذرًا من الكوارث التي قد تنتج عن استمرار عمله دون رقابة حقيقية.
الشيكات والأحكام القضائية.. كشف آخر من “المصير”
لم يتوقف دور الموقع عند فضح مخالفات “جرين هارت”، بل امتد ليشمل كشف قضايا مالية أثارت جدلًا كبيرًا، أبرزها الشيكات الصادرة ضد الدكتور جمال شعبان بموجب أحكام قضائية تتعلق بشراء وتأجير أجهزة طبية. بعد نشر “المصير” لهذه المعلومات، اضطر الدكتور شعبان إلى التصالح وسداد مستحقات الشركات المعنية، في تأكيد واضح على مصداقية الموقع ودقة تحقيقاته.
قضية “الدعامة المكسورة”.. ملف صادم يهز الثقة
واصل الموقع رسالته الصحفية بنشر تفاصيل قضية “الدعامة المكسورة” التي تورط فيها الدكتور جمال شعبان وابنه. أثارت القضية اهتمامًا واسعًا، حيث شملت تقديم بلاغات في النيابة العامة ونقابة الأطباء، بالإضافة إلى المحاكم البريطانية، نظرًا لأن الضحية مواطن بريطاني من أصل مصري.
وكان لهذا الملف أثر كبير في تسليط الضوء على الأخطاء الطبية القاتلة التي يمكن أن تحدث نتيجة الإهمال، مما أدى إلى تعاطف واسع مع الضحايا ودعوات لمحاسبة المسؤولين.
بين التصوف والورع على السوشيال ميديا والأخطاء الطبية في غرف العمليات
أحد أبرز التحقيقات التي أجراها موقع “المصير” كان بعنوان: “بين التصوف والورع على الفيس بوك والأخطاء الطبية القاتلة في غرفة العمليات.. الوجه الآخر للدكتور جمال شعبان”. المقال كشف عن التناقض الصارخ بين الصورة التي يروج لها الدكتور جمال كشخص متدين ومتصوف ينشر المواعظ، وبين الأخطاء الطبية القاتلة التي ارتكبها.
أشار المقال إلى استغلال الدكتور جمال للمنصات الإعلامية والسوشيال ميديا للترويج لنفسه، مما طرح تساؤلات حول التزامه المهني وأولوياته كطبيب. جاء في المقال:“كيف يمكن لطبيب يُفترض أن يكون مشغولًا بإنقاذ الأرواح أن يقضي ساعات على السوشيال ميديا، بينما يلاحقه سجل حافل بالأخطاء الطبية الموثقة؟”
الصحافة في مواجهة استغلال الإعلام والدين
لعبت “المصير” دورًا حيويًا في التصدي لمحاولات استغلال الإعلام والدين لخداع المرضى وتلميع صورة الأطباء الذين تتسبب أخطاؤهم في كوارث صحية. أشار المقال ذاته إلى أن مثل هذه الاستراتيجيات قد تستخدم لإبعاد الأنظار عن تجاوزات مهنية خطيرة.
“ليس من المقبول أن يُستخدم الدين كأداة لتبرير الأخطاء المهنية القاتلة. الأفعال وحدها هي التي تعكس المصداقية.”
إغلاق “جرين هارت”.. خطوة نحو حماية المرضى
إن القرارات الأخيرة بإغلاق مركز “جرين هارت” جاءت كإثبات على أهمية الدور الرقابي للصحافة وجهات الرقابة الصحية. هذا الإغلاق ليس إلا خطوة أولى في مسار طويل لمحاسبة كل من يعرض حياة المرضى للخطر.
“المصير”.. في قلب الحقيقة دائمًا
بفضل الجرأة والمهنية، استطاعت “المصير” أن تكون المنصة التي لا تتوانى عن مواجهة الحقائق ونشرها. الموقع سيواصل متابعة ملف الدكتور جمال شعبان وكل القضايا التي تهدد صحة المرضى، مؤكدًا التزامه الكامل بمهمته كصوت للمظلومين.
“الحقيقة هي خط الدفاع الأول عن حقوق المرضى، والصحافة الحرة هي الملاذ الأخير لهم.”